جلس على اعتاب الحديقة الصغيرة المحيطة بالمنزل. لأول مرة يلاحظ أثر الخريف على الأشجار. تبدو وكأنها تضاءلت وانكمشت بعد أن كادت توشك أن تبلغ السحاب طولاً.
لطالما كان يظن في صغره أن باستطاعته أن يلامس السماء, ويكلم الرب , إذا ما تسلق شجرةٍ بذاتها في الزاوية الجنوبية من الحديقة. تبدو تلك الشجره الآن بلا أوراق....هيكل مقفر بلا روح.
تباً لفصل الخريف هذا. البيت الكبير يبدو الآن هو الأخر صغيراً جداً. تغير كثيراً برغم أنه لا يزال على حاله القديم. كيف يبدو المكان مختلفاً برغم أنه لم يزد أو ينقص فيه شيئاً ؟ الأنور مطفاه , والستائر مسدلة. يبدو البيت متأثراً هو الأخر بفصل الخريف.
أشعل آخر سيجارة في علبته. يكره التدخين ويعشق دخانه. يحلو له أن يتخيل نفسه يذوب في أطياف الدخان وهي تعلو بخفة لتعانق السماء.
اضيئت أنوار إحدى الغرف. لمح شبحاً يتحرك من خلف الستار. استيقظت فجأة ولم تجده بجانبها .تسمرت في مكانها من وراء الستار. كأنها تراه برغم الظلام الدامس.
مرت لحظات... هي من وراء الستار وهو من وراء سحب الدخان. أحس بوطأة الصمت المتبادل برغم المسافة بينهما . كلاهما ينظر إلى الآخر ولا يراه. كلاهما ينادي على الآخر ولا يسمعه. يتذكر الآن أول مرة رآها. يتذكر ذلك الفستان الذهبي العاري بعض الشيء ,وتلك اللآلئ التي زينت صدرها. يتذكر بعضاً من أشعار نزار قباني التي كانت تعشقها وكان هو يتلوها عليها عند تلك الشجرة في الزاوية الجنوبية.
طال الخريف الذكرى هي الأخرى و أذابها في سحابة الدخان المنبعثة من جثة السيجارة المحترقة بين أصابعه.
نظر إلى شبحها مرة أخرى..أغلقت هي الأنوار وأدرك أنها عادت إلى سريرها. لا تعرف أنه دائماً ما يستيقظ عندما تصحو هي في تلك الساعة المتأخرة من الليل لتجلس في ظلام الغرفة في صمت للحظات قبل أن تعود إلى نومها. أراد كثيراً أن يعلمها أنه مستيقظ هو الأخر.
لم يفعلها قط...
جلس ينفث آخر أنفاس السيجارة في غضب لم يعرف له سبباً. تكره هي رائحة فمه عندما يدخن.
أدرك فجاه أنه لم يعد باستطاعته بعد الآن أن يحلم بتسلق تلك الشجرة , يلامس السحاب ويكلم الرب. خذلته أحلام الطفولة على ما يبدو. جلس ينظر إلى الشجره ويسترق النظر إلى الشباك بين الحين والآخر. بداخله, تمنى في يأس أن تضاء الأنوار مرة أخرى. شعر بالوحدة تغمره كسحابة دخان خريفية تسلب منه روحه وأوراقه وتتركه كهيكل تلك الشجرة في الزاوية الجنوبية من الحديقة.
تمت
لطالما كان يظن في صغره أن باستطاعته أن يلامس السماء, ويكلم الرب , إذا ما تسلق شجرةٍ بذاتها في الزاوية الجنوبية من الحديقة. تبدو تلك الشجره الآن بلا أوراق....هيكل مقفر بلا روح.
تباً لفصل الخريف هذا. البيت الكبير يبدو الآن هو الأخر صغيراً جداً. تغير كثيراً برغم أنه لا يزال على حاله القديم. كيف يبدو المكان مختلفاً برغم أنه لم يزد أو ينقص فيه شيئاً ؟ الأنور مطفاه , والستائر مسدلة. يبدو البيت متأثراً هو الأخر بفصل الخريف.
أشعل آخر سيجارة في علبته. يكره التدخين ويعشق دخانه. يحلو له أن يتخيل نفسه يذوب في أطياف الدخان وهي تعلو بخفة لتعانق السماء.
اضيئت أنوار إحدى الغرف. لمح شبحاً يتحرك من خلف الستار. استيقظت فجأة ولم تجده بجانبها .تسمرت في مكانها من وراء الستار. كأنها تراه برغم الظلام الدامس.
مرت لحظات... هي من وراء الستار وهو من وراء سحب الدخان. أحس بوطأة الصمت المتبادل برغم المسافة بينهما . كلاهما ينظر إلى الآخر ولا يراه. كلاهما ينادي على الآخر ولا يسمعه. يتذكر الآن أول مرة رآها. يتذكر ذلك الفستان الذهبي العاري بعض الشيء ,وتلك اللآلئ التي زينت صدرها. يتذكر بعضاً من أشعار نزار قباني التي كانت تعشقها وكان هو يتلوها عليها عند تلك الشجرة في الزاوية الجنوبية.
طال الخريف الذكرى هي الأخرى و أذابها في سحابة الدخان المنبعثة من جثة السيجارة المحترقة بين أصابعه.
نظر إلى شبحها مرة أخرى..أغلقت هي الأنوار وأدرك أنها عادت إلى سريرها. لا تعرف أنه دائماً ما يستيقظ عندما تصحو هي في تلك الساعة المتأخرة من الليل لتجلس في ظلام الغرفة في صمت للحظات قبل أن تعود إلى نومها. أراد كثيراً أن يعلمها أنه مستيقظ هو الأخر.
لم يفعلها قط...
جلس ينفث آخر أنفاس السيجارة في غضب لم يعرف له سبباً. تكره هي رائحة فمه عندما يدخن.
أدرك فجاه أنه لم يعد باستطاعته بعد الآن أن يحلم بتسلق تلك الشجرة , يلامس السحاب ويكلم الرب. خذلته أحلام الطفولة على ما يبدو. جلس ينظر إلى الشجره ويسترق النظر إلى الشباك بين الحين والآخر. بداخله, تمنى في يأس أن تضاء الأنوار مرة أخرى. شعر بالوحدة تغمره كسحابة دخان خريفية تسلب منه روحه وأوراقه وتتركه كهيكل تلك الشجرة في الزاوية الجنوبية من الحديقة.
تمت
هناك تعليق واحد:
مصر فى مهب الريح
فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.
1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 – العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 – ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 – رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.
لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى
www.ouregypt.us
إرسال تعليق